کد مطلب:335782 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:231

مقایسة علی بالأنبیاء
لقد حدثنا المؤرخون والمحدثون أنه علیه السلام فی آخر یوم من حیاته الكریمة، حینما

كان علی فراش الموت والشهادة حضر عنده جماعة من أصحابه لعیادته، وكان ممن حضر صعصعة بن صوحان وهو من كبار الشیعة فی الكوفة، وكان خطیبا بارعا، ومتكلما لامعا، وهو من الرواة الثقات حتی عند أصحاب الصحاح الستة عندكم وأصحاب المسانید، فإنهم یروون عنه ما ینقله عن الإمام علی علیه السلام وقد ترجم له كثیر من أعلامكم مثل ابن عبد البر فی (الاستیعاب)، وابن سعد فی (الطبقات الكبری)، وابن قتیبة فی (المعارف)، وغیرهم فكتبوا أنه كان عالما صادقا، وملتزما بالدین، ومن خاصة أصحاب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام فی ذلك الیوم سأل صعصعة الإمام علیا علیه السلام قائلا: یا أمیر المؤمنین! أخبرنی أنت أفضل أم آدم علیه السلام؟ فقال الإمام علیه السلام یا صعصعة! تزكیة المرء نفسه قبیح ولولا قول الله عز وجل: (وأما بنعمة ربك فحدث) [1] ما أجبت یا صعصعة! أنا أفضل من آدم، لأن الله تعالی أباح لآدم كل الطیبات المتوفرة فی الجنة ونهاه عن أكل الحنطة فحسب، ولكنه عصی ربه وأكل منها! وأنا لم یمنعنی ربی من الطیبات، وما نهانی عن أكل الحنطة، فأعرضت عنها رغبة وطوعا. فقال صعصعة: أنت أفضل أم نوح؟



[ صفحه 112]



فقال علیه السلام: أنا أفضل من نوح، لأنه تحمل ما تحمل من قومه، ولما رأی منهم العناد دعا علیهم وما صبر علی أذاهم فقال: (رب لا تذر علی الأرض من الكافرین دیارا) [2] .

ولكنی بعد حبیبی رسول الله صلی الله علیه وآله تحملت أذی قومی وعنادهم فظلمونی كثیرا فصبرت وما دعوت علیهم [3] .

فقال صعصعة: أنت أفضل أم إبراهیم؟ فقال علیه السلام: أنا أفضل، لأن إبراهیم قال: (رب أرنی كیف تحیی الموتی قال أو لم تؤمن، قال بلی ولكن لیطمئن قلبی) [4] .

ولكنی قلت وأقول: لو كشف لی الغطاء ما ازددت یقینا. قال صعصعة: أنت أفضل أم موسی؟ قال علیه السلام: أنا أفضل من موسی، لأن الله تعالی لما أمره أن یذهب إلی فرعون ویبلغ رسالته (قال رب إنی قتلت منهم نفسا فأخاف أن یقتلون) [5] .

ولكنی حین أمرنی حبیبی رسول الله صلی الله علیه وآله بأمر الله عز وجل حتی أبلغ أهل مكة المشركین سورة براءة، وأنا قاتل كثیر من رجالهم وأعیانهم! مع ذلك



[ صفحه 113]



أسرعت غیر مكترث، وذهبت وحدی بلا خوف ولا وجل فوقفت فی جمعهم رافعا صوتی، وتلوت الآیات من سورة براءة وهم یسمعون!! قال صعصعة: أنت أفضل أم عیسی؟ قال علیه السلام أنا أفضل، لأن مریم بنت عمران لما أرادت أن تضع عیسی كانت فی بیت المقدس، جاءها النداء یا مریم أخرجی من البیت! ها هنا محل عبادة لا محل ولادة، فخرجت (فأجاءها المخاض إلی جذع النخلة) [6] ولكن أمی فاطمة بنت أسد لما قرب مولدی جاءت إلی بیت الله الحرام والتجأت إلی الكعبة، وسألت ربها أن یسهل علیها الولادة، فانشق لها جدار البیت الحرام وسمعت النداء: یا فاطمة ادخلی! فدخلت ورد الجدار علی حاله فولدتنی فی حرم الله وبیته. وانتهی اللقاء وعشت فی دوامة أكثر وأحدث نفسی تابع البحث إیاك والملل!!


[1] سورة الضحي الآية 11.

[2] سورة نوح الآية 26.

[3] راجع عزيزي القارئ: نهج البلاغة - الخطبة الشقشقية يصف فيها سلام الله عليه جانبا من الوضع الذي قاساه فصبر.

[4] سورة البقرة الآية 260.

[5] سورة القصص الآية 33.

[6] سورة مريم الآية 23.